سورة البقرة - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)}
{أَمْوَاتاً} {فَأَحْيَاكُمْ}
(28)- يُنْكِرُ اللُه تَعَالَى عَلَى النَّاسِ كُفْرَهُمْ بِهِ وَبِقُدْرَتِهِ، كَمَا يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ إِنْكَارَهُمْ عَلَيهِ أَنْ يَبْعَثَ مِنْهُمْ رَسُولاً يَدْعُوهُمْ إِلى عِبَادَتِهِ تَعَالى، مَعَ أَنَّ نَظْرَةً وَاحِدَةً إِلى أَنْفُسِهِمْ، وَإِلَى مَا حَوْلَهُمْ فِي الكَوْنِ، تَكْفِي لِحَمْلِهِمْ عَلَى الإِقْلاعِ عَمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الكُفْرِ، فَقَدْ كَانُوا أَمْواتا فِي أَصْلابِ آبَائِهِمْ فَأَحْيَاهُمُ اللهُ، وَأَخْرَجَهُمْ إِلى الحَيَاةِ وَالوُجُودِ فِي أَحْسَنِ خَلْقٍ وَتَكْوِينٍ، ثُمَّ يُمِيتُهُمْ مَوْتَةَ الحَقِّ التِي فَرَضَها عَلى جَميعِ خَلْقِهِ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَبْعَثُهُمْ وَيُحْيِيهِمْ مَرَّةً أُخْرى يَوْمَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يُرْجَعُونَ إِليهِ لِيُحَاسِبَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.


{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}
{فَسَوَّاهُنَّ} {سَمَاوَاتٍ}
(29)- وَيَسُوقُ اللهُ تَعَالى لِلنَّاسِ دَلِيلاً آخَرَ عَلَى أَنَّهُ الخَالِقُ الذِي لا تَجِبُ العِبَادَةُ إِلا لَهُ، فَهُوَ الذِي خَلَقَ جَمِيعَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ نِعَمٍ وَخَيْرَاتٍ لِيَسْتَفِيدُوا مِنْها، وَلِيَنْتَفِعُوا بِهَا، ثُمَّ تَوَجَّهَتْ إِرَادَتُهُ تَعَالى إِلى السَّمَاءِ فَخَلَقَها وَجَعَلَهَا سَبْعَ سَمَاوَات مُنْتَظِمَاتٍ تَامَّاتِ الخَلْقِ وَالتَّكْوِينِ، وَإِنَّ عِلْمَهُ مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيءٍ فِي الوُجُودِ.


{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)}
{لِلْمَلائِكَةِ}
(30)- وَاذْكُرْ يَا مُحَمَّدٌ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ قَوْماً يَخْلُفُ بَعْضُهُم بَعْضاً، قَرْناً بَعْدَ قَرْنٍ، وَجِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، أُمَكِّنُ لَهُمْ فِيها، وَأَجْعَلُهُمْ أَصْحَابَ سُلْطَانٍ عَلَيها، فَقَالَتِ المَلائِكَةُ مُسْتَعْلِمِينَ مِنَ الرَّبِّ الكِرِيمِ عَنِ الحِكْمَةِ مِنْ خَلْقِ هذا الخَلَفِ الذِي سَيُوجَدُ مِنْهُ مَنْ يُفْسِدُ وَيَسْفِكً الدِّمَاءَ. فَإِنْ كَانَ هذا الَقْصُودُ مِنْ خَلْقِهِمْ عِبَادَةَ اللهِ، فَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ، وَنُصَلِّي لَكَ (نُقَدِّسُ لَكَ)، وَلا يَصْدُرُ مِنّا شَيءٌ مِنْ ذلِكَ الفَسَادِ. فَقَالَ اللهُ تَعَالى: إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ مُبَرِّراتِ خَلْقِهِمْ مَا لا تَعْلَمُونَ أَنْتُمْ، فَأَجْعَلُ فِيهِمُ الأَنبياءَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءَ وَالصَّالِحِينَ وَالخَاشِعِينَ.
وَالكَافِرُونَ الفَاسِقُونَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ بإِثَارَةِ الفِتَنِ والقَلاقِلِ وَشَنِّ الحُرُوبِ، وَتَخْرِيبِ العُمْرَانِ وَقَطْعِ الأَرْحَامِ، والإِسَاءَةِ إِلى مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ النَّاسَ مِنْ تَوَادٍّ وَتَرَاحُمٍ فِيمَا بَيْنَهُم. وَهُؤلاءِ هُمُ الخَاسِرُونَ لأَنَّهُمْ يُحْرَمُونَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ. وَيَصِيرُونَ إِلى عَذَابٍ عَظِيمٍ يَوْمَ القِيَامَةِ.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13